responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228

وعن أبي حازم قال: قلت لسهل بن سعد: أكانت المناخل على عهد رسول الله a؟ فقال: ما رأيت منخلا في ذلك الزمان، وما أكل النبي a الشعير منخولا حتى فارق الدنيا، قلت: كيف تصنعون؟ قال: (كنا نطحنها، ثم ننفخ قشرها، فيطير ما طار، ويتمسك ما استمسك) [1]

قلت: فحدثني لباسه.

قال: لقد حدث ابن عمر قال: كنا جلوسا مع رسول الله a، إذ جاء رجل من الأنصار، فسلم عليه، ثم أدبر الأنصاري، فقال رسول الله a: (يا أخا الأنصار، كيف أخي سعد بن عبادة؟) فقال: صالح، فقال رسول الله a: (من يعوده منكم؟) فقام وقمنا معه، ونحن بضعة عشر، ما علينا نعال، ولا خفاف، ولا قلانس، ولا قمص، نمشي في تلك السباخ، حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله a وأصحابه الذين معه[2].

***

بقيت مع أويس مدة أنهل من علمه وزهده.. وقد كان يأتيه الكبار والصغار والعامة والوجهاء.. فلا يختلف سلوكهم معهم جميعا.. وكأنهم بالنسبة إليه شخص واحد يتعامل معه باعتبار إنسانيته لا باعتبار رتبته وطبقته.

وكان الجميع ـ على حسب ما رأيت ـ لا يخرج من عنده إلا بعزيمة صادقة، وهمة عالية، وكأنه سقاهم الترياق الذي يسيرون به في حياتهم وفق ما تقتضيه الهمم العالية، لا وفق ما تتطلبه الحظوظ الدنية.

لقد تعلمت من صحبته قيمة الزهد وأثره العظيم في الإصلاح بكل جوانبه.. الإصلاح النفسي.. والإصلاح الاجتماعي.. بل والإصلاح السياسي..

وعنده تعلمت أن الزهد ـ الذي كنت أحتقره ـ قيمة من القيم الرفيعة، وخلق من الأخلاق


[1] رواه ابن سعد والدارقطني في الافراد، وصححه.

[2] رواه مسلم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست