أما الحقيقة السادسة، فيشير إليها قول النبي a: (وجلدها) أي أن الجلد يخلق بعد
الليلة الثانية والأربعين.
أما الحقيقة السابعة، فيشير إليها قول النبي a: (ولحمها) أي أن اللحم (العضلات)
يخلق بعد نفس الليلة.
أما الحقيقة الثامنة، فيشير إليها قول النبي a: (وعظامها) حيث يخلق الملك العظام
(الهيكل العظمي) بعد نفس الليلة.
أما الحقيقة التاسعة، فيشير إليها قول النبي a: (ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى)، أي
أن الملك يبدأ بتشكيل الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج) في الذكر والأنثى، والتي
بها يتم التمييز بين الذكر والأنثى وذلك بعد الليلة الثانية والأربعين أيضاً.
أما الحقيقة العاشرة، فهي أن الجنين يمر بأطوار قبل الليلة
الثانية والأربعين ؛ وهو ليس في صورة آدمية، ولا توجد فيه الأعضاء والأجهزة التي
ذكر الحديث أنها لا تخلق إلا بعد الليلة الثانية والأربعين.
إن ما ذكره النبي a يصدقه كل علماء الأجنة..
قلت: وعلم الفلك.. ذلك العلم الذي تاهت
فيه شعوب الأرض؟
قال: في كل ذلك التيه الذي رأيته كان
هناك إنسان واحد عرف من حقائق الكون ما لا يزال قومك يجهلونه، أو يكدون في البحث
عنه.
قلت: هل استطاع محمد أن ينجو من كل ذلك
التيه؟
قال: أجل[1].. في ذلك الوقت الذي كان الناس
فيه يتعاملون مع الكون بحشد من
[1] الكلام التالي مقتبس بتصرف من مقال بعنوان (التنوير
بالكونيات وأثره في الحضارتين الإسلامية والأوروبية)، لزين العابدين الركابي.