قال: أما أولهما: فالأسطورة.. وأما الثانية:.. فالدجل..
ولكليهما علاقة كبرى ببعضهما، فالدجل يولد الأسطورة، والأسطورة تولد الدجل.
قلت: كيف ذلك؟
قال: الدجال المحتال قد ينشر أسطورة ترتبط بظاهرة من الظواهر
الكونية، ليجني من خلال الأسطورة ما شاء له هواه أن يجني.. والأساطير تنتج
الدجالين الذين يرمون بالغيب من غير تحقيق.
قلت: فكيف تخلص محمد a من هذين النيرين؟
قال: لقد خلصه ربه.. أنسيت أن محمدا كان تلميذا في حضرة الله
يتعلم من الله مباشرة من غير وسائل؟
قلت: فكيف خلصه ربه؟
قال: إن الوحدانية التي جاء بها محمد a.. والتي تعني أن رب الكون واحد،
وأنه الوحيد المتصرف في الكون قضت على كل الأساطير التي أثقلت كاهل البشرية.
لقد ذكر الله تعالى كيف كان المشركون يتخوفون من عوالم الجن،
فقال:﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ
الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾ (الجـن:6).. لقد كانت الأسطورة هي التي
تملأ القلوب بالمخاوف.. فلما جاءت حقائق التوحيد رفعت كل تلك المخاوف.. وعاد
الشيطان.. ذلك الغول الذي استغله الدجالون صغيرا حقيرا لا يستحق كل تلك الهالات من
الأساطير التي حامت حوله.
لقد قال الله تعالى يطمئن عباده
المؤمنين:﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ
وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ((آل عمران:175)، وقال:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا
مَسَّهُمْ طَائِفٌ