ولهذا، فإن النبي a نهى أن ينسب ما يحصل من حوادث للشياطين، قال بعض الصحابة: (كنت
رديف النبي a فعثرت
دابة فقلت: تعس الشيطان، فقال: لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى
يكون مثل البيت ويقول: بقوتي ولكن، قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون
مثل الذباب)[1]
ونهى النبي a أن يفسر ما يحصل في الكون تفسيرا أسطوريا.. ففي الحديث أن
الشمس انكسفت يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله a: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات
الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها، فادعوا الله وصلوا حتى
ينجلي)
إن هذا الحديث العظيم يرسم المنهج الصحيح للتعامل العلمي مع
الكون، فكل ما في الكون آيات لله.. لا يؤثر فيها من الأسباب إلا ما أراد الله أن
يؤثر..
إن هذا الحديث قاله رسول الله a في واقع كان يموج بالأسطورة.. وفي
واقع كان على أتم الاستعداد لتقبل أي تفسير أسطوري يستغله أي دجال أو خرافي..
لقد كان الكثير من الناس في ذلك الحين، وقبله يعتقدون أن الكسوف
هو نتيجة لتصارع