في ليلة من الليالي كنت قائما الليل..
وكنت أستشعر في ذلك القيام ما يستشعر الواقف بين يدي ربه.. وقد كان من جملة ما
قرأت قوله تعالى وهو يذكر سبب ما تنزل على بني إسرائيل من اللعنات، لقد كنت أقرأ
قوله تعالى:﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى
لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ
يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ
مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) } (المائدة)
خطر على بالي حينها قوله a: (لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي
نهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله
بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم..
لقد كان رسول الله a حين قال هذا الحديث متكئاً، فجلس، ثم
قال: (ولا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً)[1]