يا رسول الله، أي الناس خير؟ فقال: (خير
الناس أقرؤهم وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم)[1]
قلت: ولكني وجدت في القرآن آية
تقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا
يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:105).. ألا ترى أن هذه الآية
تعطيك العذر الذي تعتذر به لربك؟
قال: في البداية توهمت في الآية ما توهمت
أنت.. ولذلك رحت أبحث في دواوين التفسير عن تفسيرها.. فوجدت النبي a يفسرها بقوله: (إن الناس إذا رأوا
الظالم، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)[2]
قلت: هناك آية أخرى لا جدال في وضوح
معناها، وهي تعفيك من أي مسؤولية.
قلت: أجل.. فـ (من) تفيد التبعيض.. وهي
بالتالي لا تشمل جميع هذه الأمة.. ويمكنك أن تعتذر لربك بهذا.
قال: أرأيت لو أن مسابقة أجريت.. وكانت
لك طاقة المشاركة فيها.. وكانت جوائزها لا تقدر بثمن.. أكنت تقعد عن المشاركة فيها
لأنك لست ملزما بها؟
قلت: لا.. كيف أقعد عن ذلك.. إن القعود
عن مثل هذا وهن وضعف وحمق.
قال: فبذلك تخاطبنا تلك الآية.. إنها
تأمرنا بأن تكون منا أمة مختصة في هذا المجال، ثم أرى الآية تقصر الفلاح عليها..
ولم أفهم من ذلك إلا أن الأمر أعظم من أن يكون منحصرا في فئة دون فئة.