responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330

كثيرة لا تدعوه إلا إلى الثبات والصبر.. فبهما وحدهما يتحقق التمكين..

في بعض تلك المواقف الشديدة جاءه خباب بن الأرت فقال: شكونا إلى ‌رسول الله a وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا ‌تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في ‌الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط ‌بأمشاط من حديد من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ ‌الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب ‌على غنمه، ولكنكم تستعجلون)[1]

سكت قليلا، ثم قال: لاشك أنكم ما اخترتم هذا السبيل إلا لأنكم تطلبون المنزلة الرفيعة عند الله..

قال رجل منهم: أجل.. ولو علمنا أن هناك ما هو أفضل من السبيل لبادرنا إليه.

قال بديع الزمان: فهذا السبيل العظيم ممتلئ بأنواع البلاء.. لقد قال رسول الله a يصفه: (إن ‌عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله ‌الرضا، ومن سخط فله السخط)[2]

ولذلك يحتاج منكم إلى صبر عظيم، وصدق عظيم، وهمة عظيمة.. لقد قال الله تعالى يصف هذا النوع من الصادقين:﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ‌يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)

إن هذه الآية الكريمة تشير إلى ذلك الجيل الرباني الذي استطاع ـ بهمته العالية ـ أن يخرج العالم من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

إن هذه الآية تشير إلى أولئك التلاميذ النجباء الذين تربوا في حجر رسول الله a،


[1] رواه البخاري.

[2] رواه الترمذي وحسنه.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست