قال: هي التي أشار الله تعالى إلى
مجامعها في قوله:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل:125)
قلت: فهل ترى بديع الزمان قد وفى بها؟
قال: لم أر في حياتي من وفى بها مثله..
لقد كان تبعا في ذلك لقدوته a..
بل لم يكن يتحرك حركة في ذلك إلا على هديه a.
قلت: فحدثنا عما رأيت منه.
قال: ذلك كثير.. وحسبكم برسائل النور..
اقرأوها لتلمسوا هذه الأساليب جميعا في قمة قممها..
قلت: نريد أن تحدثنا عما رأيت.
قال: سأحدثكم من ذلك ما يرتبط بما نحن
فيه.. لقد كنت أبحث عن الإنسان الكامل، وقد كان بديع الزمان في ذلك الحين هو
الداعية للإنسان الكامل، والممثل له.. أو هو ممثل لناحية الإمامة فيه.. ولذلك لم
أكن أهتم ـ إبان صحبتي له ـ إلا عن هذه الناحية فيه.
في يوم من الأيام قلت للإمام: إني أراك
يا إمام تفعل أمورا عظيمة، وتبذل جهودا كبيرة، ولكني أراك تضعها في غير محلها،
وكأني بك تضع بذورك في أرض قاحلة جافة لا أمل في إنباتها.
[1] سنشير مجرد إشارات إلى هذه النواحي هنا، أما تفاصيلها، فقد
ذكرناها في رسالة (النبي الهادي)