responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35

لكن أحد أصحابنا.. وكان مشهورا بالفضول قال: ألا تذكر لنا سرك؟.. نحن صحبناك طول هذه المدة.. ولكنا لم نعرف عنك قليلا ولا كثيرا.. أتخشى من بث سرك لنا؟

قال الوارث: وأي سر ترون أني أكتمه؟

قال الرجل: نراك كالمغناطيس الذي تنجذب له القلوب مع أنه لا مال لك.. ولا جاه.. ولا شهرة.. ولا شيء مما يطلبه الناس من دنياهم..

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إنا نرى المسيحي الممعن في مسيحيته يترك كنيسته ليصحبك.. ونرى اليهودي يترك بيعته.. ونرى أهل الدنيا يتركون جاههم..

وأنت تستقبل الكل.. وتحمل الكل.. ولا يضيق قلبك بأحد من الناس..

فمن أنت.. وما سرك؟

قاطعت صاحبي، وقلت: أصدقك القول، نحن لسنا من المسلمين.. بل نحن من رجال الدين المسيحيين.. وقد قدمنا إلى هنا لما سمعنا عنك.. وتنكرنا في زي المسلمين لنبصر بأعيننا سر جاذبيتك[1].

دهش أصحابي لما قلت، لكن الوارث لم يندهش، بل نظر إلينا والابتسامة لا تزال تغمر


[1] استوحينا هذا المعنى من الحديث الذي رواه أحمد والنسائي عن أنس قال: كنا يوماً جلوساً عند رسول الله a فقال: (يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة)، قال: فطلع رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم، فلما كان الغد قال a مثل ذلك فطلع ذلك الرجل، وقاله في اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل، فلما قام النبي a تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت، فقال: (نعم)، فبات عنده ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله تعالى، ولم يقم إلا لصلاة الفجر، قال: غير أني ما سمعته يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله a يقول كذا وكذا، فأردت أن أعرف عملك، فلم أرك تعمل عملاً كثيراً، فما الذي بلغ بك ذلك؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه، قال عبد الله: فقلت له هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست