وجهه، وقال: لقد كنت أعلم ذلك.. ولكني لم
أشأ أن أحرجكم..
قال بعض أصحابي: ولكنك كنت تعاملنا بخلق
رفيع وأدب جم لم نجده بين إخواننا.
قال الوارث: الخلق لا ينقسم.. وصاحب الخلق
لا يكيل إلا بمكيال واحد لجميع الخلق..
سكت قليلا، ثم قال: أتدرون؟.. لقد مارست
دهرا من عمري ما تمارسونه أنتم اليوم.
اندهشت الجماعة من قوله، فقال: أجل.. لقد
كان آخر دين استقررت فيه المسيحية.. لكني لم أجد فيها الإنسان الكامل الذي أبحث
عنه.. ولذلك سرت إلى بلاد المسلمين أبحث عن الإنسان..
وفي ذلك البحث التقيت عشرة من المسلمين من
ورثة محمد a..
كل واحد منهم أمكث في صحبته زمنا إلى أن يقضي الله في أمري وأمره ما يشاء[1].. إلى أن اكتمل لي صحبة عشرة من
المسلمين من ورثة رسول الله a..
وإن شئتم قصصت عليكم حديثي معهم.. ولعل في
ثناياه السر الذي جئتم تطلبونه.
سررنا كثيرا لقوله هذا..
حمد الوارث الله، وصلى وسلم على نبيه a مستغرقا في كل ذلك، ثم قال: بعد
أن تاهت بي الملل والنحل بحثا عن الإنسان، سرت إلى بلاد المسلمين..
[1] استوحينا هذا المعنى من قصة سلمان الفارسي وتردده بين
جماعة من أحبار المسيحية.