وقد استطعت أن أصل من خلاله إلى القيادة التي حلمت بها أحزاب
ضخمة.. وشركات كبرى.. وعصبيات عريقة.
قلت: فكيف وصلت إلى ذلك؟
قال: لقد رحت أبحث في تاريخ البشرية عن أمهر قائد استطاع أن
ينجح في أقل مدة في تحقيق ما عجز غيره عن تحقيقه.
قلت: لم؟
قال: لأسلك سلوكه.. وأتحقق بالقيادة الناجحة التي طالما حلمت
بها.
قلت: فما وجدت؟
قال: لقد وجدت القيادة بكمالها وجمالها وترفعها تأبى إلا أن
تكتمل في محمد a..
قلت: فقد استغللت تعرفك عليه في الوصول إلى ما هفت إليه نفسك.
قال: عندما عرفته زهدت في القيادة.. لكنها جرت خلفي.. وأبت إلا
أن أكون قائدا.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لا تستعجل.. فما تعلم من استعجل.. هيا معي إلى البيت
لترتاح.. وفي الغد إن شاء الله سنزور المدينة.. وسأخبرك عن كيفية استثماري لقيادة
النبي a
واستنانني بها.. ولتعلم مدى النجاح الذي يحققه من أحيا هذه السنة.
السياسة
بت تلك الليلة في بيت محمد المهدي.. في الجناح الذي خصصه
للضيوف.. ولم أكن الوحيد فيه، بل كان معي ناس من مختلف الأوطان والمشارب
والمذاهب.. وكان محمد المهدي يقدم لهم من الخدمات ما يملأ قلوبهم محبة له وإعجابا
به.
سألته عن سر تصرفه هذا، فقال: هذه سنة من سنن رسول الله a في الحياة، وفي