سرت مع محمد المهدي إلى بيته.. وقد استغربت عندما أدخلني بيتا
متواضعا بسيطا، فقلت: أهذا بيتك!؟.. لقد ذكرت لي أنك أمير هذه البلدة.
قال: أجل.. وما علاقة ذلك ببيتي؟
قلت: عهدي ببيوت القادة والساسة من أكثر البيوت رفاهية..
فالقائد لا يمكن أن يفكر إلا في بيت مكيف مملوء بالزينة والزخارف.
قال: ألم أقل لك بأن مصدر قيادتي وراثة من محمد a؟.. فهل كان لمحمد a من البيوت ما ذكرت؟
قلت: الوضع مختلف تماما.. نحن الآن في عصر آخر.
قال: إن ما تقوله هو الحجاب الأعظم الذي زور وراثة رسول الله a.. نعم الزمن زمن آخر.. ولكن البشر
هم عين البشر.
في عهد رسول الله a كان القياصرة والأكاسرة، وكان لهم من النعيم ما لم يكن لملوك
هذا الزمان ورؤسائه.. فهل ترى محمدا a تأسى بهم، أم تأسى بالحقيقة التي طلب منه أن يكون عليها.
قلت: لقد رضي محمد لنفسه هذه الحياة.. وهو لم يوجبها على غيره.
قال: من أراد أن يرث محمدا في قيادته، فعليه أن يحيا حياته.
قلت: إنك تكلف القادة عنتا.
قال: أصدقك القول.. أنا لم أصل إلى القيادة إلا من هذا الطريق..
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد رأيت قومي يتصارعون في انتخابات تملأ أجواءهم بالبغضاء
والحقد والقطيعة.. فنأيت عن كل ذلك.. واخترت أن أصل إلى الناس بالأسلوب الذي وصل
به محمد a..