قلت: وجدت بعض ورثة محمد.. وكلهم يخبر أن محمدا هو الإنسان
الكامل.
قال: صدقوك فيما أخبروك.. فما عرفت منهم؟
قلت: لقد عرفت محمدا العارف، ومحمدا العابد، ومحمدا الزاهد،
ومحمدا الورع، ومحمدا الإمام.
قال: فاصحبني لتعرف محمدا القائد.
قلت: وهل كان محمد قائدا؟
قال: لن يكتمل الإنسان الكامل حتى يكون له حظ من القيادة.. وحظ
من النجاح فيها.
قلت: فمن أين تعلمت علوم القيادة حتى تعرفني بمحمد القائد؟
قال: من محمد a.. فهو الإنسان الذي استطعت من خلال التعلم من مدرسته أن أحول
هذه المدينة إلى أسعد مدن الأرض، وأكثرها استقرارا، وأوفرها عدالة.
قلت: ألك سلطة في هذه المدينة خولت لك ذلك؟
قال: أنا أمير هذه المدينة.. وقد رضيني أهلها صغارهم وكبارهم من
غير أن أطلب منهم ذلك.
قلت: فما الذي رغبهم فيك؟
قال: تلك قصة طويلة.. ولها علاقة بمحمد a.. ولا يليق أن أحدثك عنها هنا..
تعال معي إلى البيت، وسأحدثك منها ما تقر به عينك، وتعلم أن محمدا a هو القائد الوحيد الذي اكتمل له من
فن القيادة ما لم يكتمل لغيره.
***
التفت الوارث إلينا، وقال: لقد كان (محمد المهدي) هو الوارث
السابع الذي تعلمت منه علم اليقين بأن محمدا a هو الرجل القائد الذي استطاع أن
يؤسس دولة الأجساد، كما كان الإمام الذي استطاع أن يؤسس دول الأرواح.