responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360

واحتكامهم للشرع وليس للعرف، وهم يتمايزون بذلك كله على بقية الناس (من دون الناس)

قلت: وعيت هذا، فما الذي أفادكم في دستور هذه البلدة؟

قال: لقد كانت هذه البلدة مشغولة بالصراع العرقي.. فكان لكل قبيلة أو طائفة من الناس من القوانين ما تستعلي به على غيرها.. وقد دعانا النظر في هذه الصحيفة إلى أن نخلص دستورنا من كل ما يمكن أن يؤدي إلى أي عنصرية بغيضة.. فلا يمكن أن تقوم العدالة على العنصرية.

قلت: فماذا فعلتم؟

قال: لقد استننا بسنة النبي a في هذا.. فرحنا نؤاخي القبائل بعضها ببعض، والأفراد بعضهم ببعض.. لقد كان أول ما فعله محمد a عند قدومه للمدينة المنورة هو مؤاخاته بين الأنصار والمهاجرين[1].

وقد ساهم ذلك النظام الذي أسسه رسول الله a في ربط الأمة بعضها ببعض، فقد أقام الرسول a هذه الصلة على أساس الإخاء الكامل بينهم.. وهو إخاء تذوب فيه عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه.

وقد جعل الرسول a هذه الأخوة عقداً نافذاً لا لفظاً فارغاً، وعملا يرتبط بالدماء والأموال، لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر.


[1] وروي أنه a آخى بين المسلمين في مكة قبل الهجرة على الحق والمواساة، فآخى بين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي بكر وعمر، وبين عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود، وبين عبيدة بن الحارث وبلال الحبشي، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص، وبين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وطلحة بن عبيد الله، وبينه وبين علي بن أبي طالب.

ويعتبر البلاذري (ت276هـ) أقدم من أشار إلى المؤاخاة المكية، وقد تابعه في ذلك ابن عبد البر (ت463هـ) دون أن يصرح بالنقل عنه، كما تابعهما ابن سيد الناس دون التصريح بالنقل عن أحدهما.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست