يخاطبون الناس بها.. وعندما يكون الحكام في واد ورعيتهم في واد
ثان.. عند كل ذلك تكون الخطب جوفاء..
أما نحن، فقد حولناها بفضل الله حية ممتلئة حياة.
قلت: كيف ذلك.. ما أصعب ذلك؟
قال: لقد استننا بسنة النبي a في ذلك، فراح الجهاز الحاكم بجميع
أعضائه يعطي القدوة الصالحة للمجتمع في ذلك.. فراح المجتمع كله يسير سيرة حكامه.
قلت: فقد طبقت ما يقال من أن الناس على دين ملوكهم.
قال: بل طبقنا سنة نبينا a.. وقد صدقنا في تطبيقنا.. وربطنا
الرعية بنيبنا قبل أن نربطهم بأشخاصنا، بل اعتبرنا أنفسنا نوابا للنبي a ووكلاء عنه.. فلذلك راحت الرعية
تسلم لنا زمام الطاعة، ورحنا نسلم زمام الطاعة لنبينا.
تقدم رجل ثان، وقال للأول: حسبك ما ذكرت.. دعني أحدثه عن بنود
أخرى.. وما استفادته هذه المدينة منها.
قال ذلك، ثم اقترب مني، وقال: أنت تعلم أن هذه المدينة متعدد
الأديان والمذاهب والطوائف؟
قلت: أعلم ذلك، فكيف عالجتم هذا التعدد؟
قال: بما عالج به a التعدد الذي كان موجودا في المدينة المنورة عندما قدم إليها..
لقد نصت مواد كثيرة من دستور النبي a على هذا.
أشار الرجل إلى بنود أخرى، وقال: هذه البنود تحل مشكلة التعدد
الطائفي.. لقد اعتبرت الصحيفة اليهود جزءا من مواطني الدولة الإسلامية، وعنصراً من
عناصرها.. انظر ما ورد في الصحيفة في (المادة 16): (وأن من تبعنا من يهود، فإن له
النصر والأسوة، غير مظلومين، ولا متناصر عليهم)، ثم زاد هذا الحكم إيضاحا في
المادة (25) وما يليها، حيث