وقد استخدم الرسول a ـ كذلك ـ المنجنيق والدبابات في حصار الطائف، كما روي أنه نصب
المنجنيق في حصار (خيبر) للتهديد، ولكنه لم يرم به فعلاً.
ومن حرص رسول الله a على التقدم في هذا المجال اعتبر صانع السلاح في سبيل الله ومن
جهز به غازياً مثل الرامي به، فقال: (إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة،
صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد به)[1]
قلت: ولكني سمعت بأن نبيكم سن لكم الرمي.
قال: أجل.. لقد حث رسول الله a على الرمي واهتم به.. واهتم به
ورثته من بعده.. لقد حدث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله a يقول وهو على المنبر:﴿
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ (لأنفال: 60) ألا وإن
القوة الرمي)[2].. وفي الحديث الآخر، قال a: (ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي
من أن تركبوا، ومن تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا)[3].. وفي حديث آخر، قال a: (كل شيء يلهو به ابن آدم فهو
باطل، إلا ثلاثة: رميه عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله. فإنهن من الحق)[4]
وقد أشاد الرسول a بمن يجيد الرمي، ففي أحد كان رسول الله a يقول لأصحابه: (نبلوا سهيلاً)،
يقصد سهيل بن الأحنف أي اعطوه نبلكم، وذلك لدقته ومهارته في الرمي.
وقد أمر a جند المسلمين بالاستمرار في التدريب عليه، وحذر من الانقطاع
فقال: (من ترك الرمي بعد ما علمه فإنما هي نعمة جحدها)[5]، وقال: (من علم الرمي ثم تركه فليس