انظر كيف تلح هذه الآية الكريمة في ضرورة
أخذ السلاح وضرورة أخذ الحذر.
قلت: ذلك في الحرب.
قال: ونحن نتعلم في السلم كيف نأخذ
السلاح.. فالسلاح لا يقاتل إلا باليد التي تحمله.
قلت: على أي سلاح تتدربون؟.. هل بالأسلحة
التي سنها لكم نبيكم، أم بالأسلحة التي استنبطها أهل العصر الحديث؟
قال: مع أننا نكره ما استنبطه أهل هذا
العصر من أنواع الأسلحة المدمرة إلا أننا مضطرون لتعلمها واستعمالها.. لأنه لا
يردع الأعداء إلا ذلك.
قلت: وتخالفون دينكم بذلك؟
قال: لا.. لقد أمرنا الله بإعداد القوة
مطلقا.. ولم يحدد لنا وسائلها، ولا أساليبها.. ومع ذلك، فقد ورد في سنة النبي a ما يدل على ضرورة تتبع التطور في هذا
المجال مراعاة لإعداد القوة، فقد كان a حريصاً على تزويد جيش الإسلام بالأسلحة المعاصرة، والتي لم يألفها
العرب من قبل، وعلى تدريب المسلمين عليها، ثم استخدامها في القتال، فقد أرسل a بعثة في اثنين من المسلمين هما: عروة
ابن مسعود وغيلان بن سلمة إلى (جرش) ليتعلما صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات،
وكلها من أسلحة القتال التي لم يألفها المسلمون من قبل[1].
[1] انظر: (السيرة النبوية)، لأبي الحسن علي الحسني الندوي.