قال: لولا أن لها ثكنة وجيشا لطمع فيها
أعداؤها.. لقد قال الله تعالى يأمر بإعداد العدة الكافية التي تردع نوازع الشر في
المجرمين:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ
رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ
مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾ (لأنفال:60)
قال: أجل.. ولكنه إرهاب النفوس الأمارة،
وما تحمله من نوازع شريرة، لا إرهاب النفوس المطمئنة وما تحمله من سلام..
القوة:
كان أول محل دخلنا إليه في الثكنة مركز
للتدريب.. وقد لاحظت شدة التدريبات ودقتها.. ولكني مع ذلك لم ألحظ على الجند أي
ضجر أو قلق، بل رأيتهم يقبلون على التدريبات بحيوية ونشاط، والابتسامة تملأ
وجوههم، اقتربت من أحدهم، وقلت: أراك تمارس تداريب شاقة.. فلم لا ترحم نفسك.. فليس
هناك أي عدو يتربص بكم؟
قال: أنا أطبق أمر الله لنا بالإعداد،
ولا يهمني إن كان هناك عدو يتربص بنا أو ليس هناك.. لقد قال a يفضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف: (المؤمن
القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير.. احرص على ما ينفعك واستعن
بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر
الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)[2]
بالإضافة إلى هذا، فقد أمرنا الله تعالى
بالحذر وبأخذ السلاح حتى لا نترك لأعدائنا أي
[1] تحدثنا بتفصيل عن المعاني السامية التي تحملها هذه الآية
ومثيلاتها في رسالة (النبي المعصوم) من هذه السلسة.