قلت: أليس في ارتباط التثاؤب بالكسل علة أخرى للكراهية؟
قال: هذا صحيح، حتى أن التثاؤب عند أهل اللغة من تثاءب وتثأب،
أي أصابه كسل وفترة كفترة النعاس... ولهذا يفسر علماء النفس التثاؤب على أنه دليل
على الصراع بين النفس وفعالياتها من جهة، وبين الجسد وحاجته إلى النوم من جهة
أخرى.. وهو من الناحية الطبية فعل منعكس من أفعال التنفس، وهو دليل على الكسل
والخمول[2].
قلت: وزيادة على ما ذكرت، فإن مظهر المتثائب، وهو يكشف عن فمه
مفتوحا مما يثير الاشمئزاز في نفس الناظر.
قال: صدقت، ولهذا كان في هذا الهدي النبوي صحة جسدية، ومناعة
نفسية، ومصلحة اجتماعية.. وكذلك الحال في كل هدي نبوي.
الأنف:
سرت إلى حديقة قريبة، وقد شد انتباهي أزهار متفتحة جميلة تفوح
بألوان عذبة من العطور، فاقتربت منها لأشمها، فوجدت بجانبها شيخا، يخاطبها، أو
يخاطب نفسه، ويقول: تنعم يا أنفي بما كان يحبه رسول الله a.. لقد كان a يحب الطيب، ويحب الروائح الطيبة..
ثم يتوجه إلى الأزهار الجاثية أمامه، ويقول: طوبى لك أيتها
الأزهار الطيبة، فأنت من أحباب الحبيب.
جلست أمامه، فوضع يده على كتفي، وقال: يا بني.. هل طهرت أنفك
ليصبح صالحا لشم هذه الأزهار التي هي حبيبة رسول الله؟
قلت: أنا لست من هذه البلاد.. فهل هناك عيدان خاصة بتنظيف
الأنف؟
[1] ) د. عبد الرزاق
الكيلاني: (الحقائق الطبية في الإسلام)
[2] ) د. غياث الأحمد، الطب
النبوي في ضوء العلم الحديث.