الأنف، ومنهما إلى داخل المعدة والأمعاء ولإحداث الالتهابات
والأمراض المتعددة، ولا سيما عندما تدخل الدورة الدموية.. لذلك شرع الاستنشاق
بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء.
ما استتم قوله هذا حتى سمعنا رجلا قريبا منا يعطس، فتركني
الشيخ، وانصرف إليه يقوله له: قل: الحمد لله.
قال الرجل: الحمد لله.. ولكن لم؟
قال الشيخ: هذا هدي من هدي النبي a، لقد قال a في ذلك: (إذا عطس أحدكم فليقل:
الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك اللَّه؛ فإذا قال له يرحمك اللَّه
فليقل: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم)[1]
بل اشتد في ذلك، فقال: (إذا عطس أحدكم فحمد اللَّه فشمتوه، فإن
لم يحمد اللَّه فلا تشمتوه)[2]
وقد روي أن رجلين عطسا عند النبي a فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال
الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته وعطست فلم تشمتني؟ فقال: (هذا حمد اللَّه، وإنك لم
تحمد اللَّه)[3]
قال الرجل: بورك فيك.. فهل تكمل جميلك بأن تذكر لي ما ذكر
الوارث من أسرار ذلك.
قال الشيخ: بكل سرور.. لقد قال الوارث: الحمد لا يكون إلا على
نعمة، والعطاس