التي تدل على وجوب ذلك .. وذكرت له ـ مع ذلك ـ أمره a بالانتعال، والإكثار من ذلك،
للحفاظ على صحة الرجلين، فعن جابر قال سمعت رسول الله a يقول في غزوة غزوناها: (استكثروا
من النعال فإن الرجل ما يزال راكبا ما انتعل)[1]
قال الثاني: لعلك لم تذكر له ما ذكر الوارث من أسرار ذلك.
قال الأول: ألم يكفه ما قال رسول الله حتى ينتظر ما يقول
الوارث؟
قال الثاني: إن الوارث يحبب لنا ما قال رسول الله ويقربه لنا..
فلذلك كان من تمام نصحك له أن تذكر له ما قال الوارث من ذلك.
قال الأول: لم أتشرف بسماع حديث الوارث في هذا، فحدثني عنه.
قال الثاني: لقد ذكر أن من الفوائد الصحية للالتزام بالتنعل
الوقاية من الكثير من الديدان كالأنكلستوما والسترنقولويديز ونحوها، والتي تصيب
الإنسان عن طريق اختراق جلد القدم، ويحصل ذلك عادة إذا ما سار الإنسان حافيا
خصوصا في الطرقات العامة وأماكن الظل ومصادر المياه كالعيون ونحوها، فالتبول
والتبرز في هذه المناطق وسير الإنسان حافيا فيها يعطي هذه الديدان فرصة أكبر
لاختراق أخمص القدم وحصول المرض.
الغذاء:
أحسست بالجوع، فلاح لي من بعيد مطعم نظيف، فأسرعت أحث خطاي
إليه..
قبل أن أدخله سمعت أصواتا قريبة من أصوات المتخاصمين، فاستفزني
الفضول لسماعها، فاقتربت منها، فرأيت رجلا جالسا على المائدة، وهو يرفع صوته بقوة
على النادل.. والنادل يجيبه بهدوء.. وهذا بعض ما دار ما بينهما من حديث.
قال الرجل: لا يحق لك أن تتدخل فيما أشتهي من مطاعم.. لقد ذكرت
لك أني أحب