بعد أن أنهى النادل حديثه عن الأضرار المرتبطة بأكل الميتة، قال
الرجل: وما الذي ذكر لكم عن الدم.. أليس من المحرمات التي ذكرتها؟
قال النادل: أجل.. ولولا خبثه ما حرمه الله.. وقد ذكر لنا
الوارث بعض أسرار ذلك، فذكر لنا أن إحدى وظائف الدم الهامة هي نقل نواتج استقلاب
الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم ليصار إلى الخارج طرحاً، وأهم هذه المواد هي
البولة وحمض البول والكرياتنين وغاز الفحم، كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها
من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.
بعد أن أنهى النادل حديثه عن الأضرار المرتبطة بالدم، قال الرجل:
أهذا ما حرمه عليكم نبيكم؟
قال النادل: لقد أخبرنا الوارث أن رسول الله a حرم (كل ذي مخلب من الطير، وكل ذي
ناب من السباع)[1]
قال الرجل: فما الذي قال الوارث في هذا؟
قال النادل: لقد أخبرنا أن علم التغذية الحديثة أثبت أن الشعوب
تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية
تسري في الدماء، وتنتقل إلى معدة البشر، فتؤثر في أخلاقهم..
فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في
جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة..
وذكر لنا أن هذه الإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في
القفص عندما تقدم له قطعة لحم لكي يأكلها.