وقد سألت الله في تلك الليلة أن يهديني لعلاجه بما ورد في الهدي
النبوي.. بت تلك الليلة أقلب أوراق الحديث إلى أن ظفرت بهذا الحديث..
قالوا: فماذا فعلت؟
قال: لقد سرت في البراري أبحث عن الكمأة.. وأميز أنواعها
النافعة والضارة.. ثم قمت باستخلاص العصارة المائية منها في مختبر (....)[1]، ثم جففت السائل حتى أتمكن من
الاحتفاظ به لفترة طويلة، وعند الاستعمال تم حل المسحوق في ماء مقطر ليصل إلى نفس
تركيز ماء الكمأة الطبيعي، وهو ماء بني اللون له رائحة نفاذة.
وقد عالجت به حالات متقدمة من الرمد الربيعي فكانت النتائج
إيجابية حيث تم تشخيصه عند 86 طفلاً، ثم تقسيهم إلى مجموعتين عولجت بالأدوية
المعتادة، ومجموعة أضيف ماء الكمأة إلى تلك المعالجات، حيث تم تقطير ماء الكمأة في
العين المصابة 3 مرات يومياً ولمدة شهر كامل.
وكان الفرق واضحاً جداً بين المجموعتين، فالحالات التي عولجت
بالأدوية المعتادة ظهر فيها تليف في ملتحمة الجفون، أما التي عولجت بماء الكمأة
المقطر عادت الملتحمة إلى وضعها السوي دون تليف الملتحمة[2].
تعجب الرجل، وقال: أشفوا حقيقة؟
ابتسم البغدادي، وقال: لقد كنت متأكدا من أنهم سيشفوا.. لأن
النبي a لا
ينطق عن الهوى.. فكل ما يذكره وحي يوحي له من الله.. والله هو الطبيب.. ومن رحمته
بعباده أن دلهم
[1] المختبر الأصلي الذي أجري فيه الاختبار هو (فيلانوف)
بأوديسا.
[2] انظر: المعتز بالله المرزوقي: في محاضرة له بعنوان (الكمأة
وماؤها شفاء للعين) من مواد المؤتمر العالمي الأول عن الطب الاسلامي الكويت 1980.