responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 467

قلت: هذا ما تعارف عليه الناس.

قال: وهذا خلاف ما ربانا عليه نبينا a.. لقد قال بعضهم يصف أصحاب رسول الله a: (لم يكن أصحاب رسول الله a منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الشعر في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحد منهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون)

قلت: كيف تجمع بين ما ذكرته من سرعة محمد، وشفقته على الضعيف وذا الحاجة؟

قال: ذلك أحوج إلى السرعة.. فلا يمكن أن يعين الضعيف كسلان.. ومع ذلك، فقد كان رسول الله a يتخلف في السير إن رأى في ذلك مصلحة، ففي الحديث: كان رسول الله a يتخلف في السير فيرجئ الضيف، ويردفه ويدعو لهم[1].

بينما كنا نسير في ذلك الشارع من شوارع الصالحية ناداه رجل، فرأيت الصالحي يلتف جميعا بكل جسمه إلى من ينادي عليه، ولا يكتفي باستراق النظر كما نفعل في العادة، وقد دعاني ذلك إلى سؤاله مازحا: أهذا أيضا من سنة محمد؟

قال: ما تقصد؟

قلت: رأيتك التفت جميعا، ولم تكتف بتحويل بصرك، كما نفعل في العادة.

قال: أجل.. هو من سنة النبي a، لقد ورد في ذلك أحاديث:

فعن جابر قال: كان رسول الله a لا يلتفت إذا مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو بالشئ فلا يلفت، وكانوا يضحكون، وكانوا قد أمنوا التفاته[2].

وعن علي قال: (كان رسول الله a إذا التفت التفت جميعا)[3]


[1] رواه أبو داود.

[2] رواه ابن سعد.

[3] رواه البخاري في الأدب، وابن سعد.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست