ووصف آخر مشيته، فقال: كان رسول الله a إذا مشى مشي السوقي، ليس بالعاجز ولا الكسلان)[1]
ووصفها آخر، فقال: كان رسول الله a إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل فلا يدركه[2].
ووصفها آخر، فقال: كان رسول الله a إذا مشى كأنما ينحدر من صبب وإذا مشى كأنما يتقلع[3] من صخرة[4] .
وعنه قال: كان رسول الله a إذا مشى تكفأ تكفؤا [5] كأنما ينحط من صبب[6][7]
قلت: ألا ترى أن هذا النوع من المشي ينافي الوقار؟
قال: وهل ترى الوقار ينافي النشاط؟
قلت: لا.. للوقار محله، وللنشاط محله.
قال: فهذا من النشاط.. ولذلك كان له محله الخاص الذي لا يتنافى مع الوقار.
قلت: ألا تراه يتنافى مع مشية الصالحين.. فالصالحون في عرف الناس قوم مطأطئي الرؤوس، يمشون خاشعين..؟
قاطعني، وقال: وكيف رأيت الخشوع في المشي.. الخشوع لا يمكن رؤيته؟
[1] رواه ابن سعد وأبو الحسن بن الضحاك.
[2] رواه ابن سعد.
[3] التقلع: الانحدار من الصبب، والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض، أراد أنه كان يستعمل التثبت ولا يبين منه في هذه الحالة استعجال، ومبادرة شديدة، وأراد به قوة المشي، وأنه كان يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا، لا كمن يمشي اختيالا، ويقارب خطوه.
[4] رواه ابن سعد.
[5] التكفؤ: تمايل الماشي إلى قدام كالغصن إذا ذهبت به الريح.
[6] الصبب: الموضع المنحدر من الأرض، وذلك دليل على سرعة مشيه، لأن المنحدر لا يكاد يثبت في مشيه.
[7] رواه ابن سعد.