قال الرجل: فإني أرى قوما يسيرون، يضع
بعضهم يده في يد بعض..
قال الصالحي: لقد كان رسول الله a يفعل ذلك، يتألف قلوب أصحابه.. فقد حدث
بعض أصحابه قال: خرجت ذات يوم في حاجة، وإذا أنا بالنبي a يمشي بين يدي، فأخذ بيدي، فانطلقا نمشي
جميعا.. فذكر الحديث[1].
تطيبه:
انصرف الرجل، ولم نسر إلا قليلا حتى وصلنا إلى بيته.. وقد كان
تحفة من تحف الجمال.. وقد وضع في بوابته بيتا من الشعر يقول:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن
الضيوف وأنت رب المنزل
ابتسمت، وقلت: أراك ـ بهذا البيت من الشعر ـ ترسل دعوة عامة لكل
غاد ورائح.
قال: لا يمتلئ قلبي سرورا إلا بمن يدخل بيتي، ويأكل طعامي،
ويتمتع بما أنالني الله من فضله.. فلا خير فيمن يأكل وحده.. لقد كان ذلك سنة رسول
الله a، فقد قال
أنس: (كان رسول الله a
لا يأكل وحده)[2]
وقد فسر رسول الله a قوله تعالى:﴿ إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾
(العاديات:6) بقوله: (الكنود: الذي يأكل وحده ويضرب عبده ويمنع رفده)[3]