دخلنا البيت، فوجدته باطنه كظاهره تحفة من تحف الجمال، وقد زين
بحديقة ملأها بأنواع الورود.. وقد كانت تفوح بأجمل أريج عطر شممته في حياتي، فقلت:
أراك تحب العطور؟
قال: وما لي لا أحبها، وقد كان رسول الله a يحبها[1].. وكان a كما وصفه الواصفون يكثر التطيب،
وتشتد عليه الرائحة الكريهة، وتشق عليه[2].
وقد أخبر a أن حب الطيب والتطيب من سنن الأنبياء، فقال: (أربع من سنن
الأنيباء: الختان والسواك والتعطر والنكاح)[3] .. وكان a لا يرد الطيب، ويأمره بعدم رده [4]..
سار قليلا، ثم أتاني بمسك وعنبر، وقال: خذ.. شم هذه الروائح..
متع أنفك بما تمتع به أنف النبي a [5].
صورته:
بعد أن حدثني بأحاديث تطيبه a.. وهو حينها يملأ أنفي بكل ما
يستلذه من ألوان العطور، جلس على كرسي مقابل لي، وقال: في رحلتك إلى محمد.. وفي
الأحاديث التي بثت لك عنه.. ألم يخطر ببالك أن تمتع بصرك برؤيته؟
قلت: بلى.. لقد حصل ذلك كثيرا.. ولكن أنى ذلك، ولم يكن في عهد
محمد ما في عهدنا من آلات التصوير.