وقال: (كل ريح طيب قد شممت، فما شممت قط أطيب من ريح رسول الله a وكل شئ لين قد مسست فما مسست شيئا
قط ألين من كف رسول الله a)[1]
وقال: (كنا نعرف رسول الله a إذا أقبل بطيب ريحه)[2]
وقال: (كان رسول الله a إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب فيقال مر
رسول الله a في هذا
الطريق)[3]
وقال جابر بن عبد الله: (كان في رسول الله a خصال: لم يكن يمر في طريق فيتبعه
أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه أو عرفه)[4]
التفت الصالحي إلى ابنه، وقال: أنشدنا فيما قيل في هذا؟
أخذ ابنه يترنم بصوت عذب بقول الشاعر:
ولو أن ركبا يمموك لقادهم نسيمك
حتى يستدل به الركب
أكله:
بعد أن ملأ بصري بما وصف لي من صورة رسول الله a أمر ابنه بأن يقدم لنا الطعام،
فأسرع ابنه.. وما لبث إلا قليلا، حتى جاءنا بطعام تفوح من روائحه الطيبة، فقلت:
لكأني بك علمت ما يجول في عقل بطني كما علمت ما يجول في عقل خاطري.. إن هذا الطعام
الذي تقدمه أشهى طعام أحببته في حياتي.
رأيته فرح فرحا شديدا حتى كاد يستفزه طربا، وقال: بشرك الله
بخير.. بشرك الله بخير.
تعجبت من موقفه هذا، فقال: لا تتعجب.. لقد قال a: (من وافق من أخيه شهوة غفر