له)[1]
قلت: عهدي بالصالحين لا يتحدثون عن مثل هذا.. فالطعام الشهي عندهم هو الطعام الحلال، وهم لا يبالون بعد ذلك ألذ مذاقه أم خبث؟
قال: ألم يخلق الله لنا ألسنة تميز بين المطعومات.. فتستلذ طعم بعضها، وتنكر غيره؟
قلت: ذلك صحيح.. وفي ذلك بلاء عظيم..
قال: وما وجه البلاء فيه؟
قلت: هناك من يعبد ذوقه من دون الله.. فيصير تابعا لشهواته.
قال: وهناك ما يثبت أمام شهواته، فلا تغره، ولا تستعبده..
قلت: ذلك هو من يزهد فيها.
قال: وذلك هو من يتناولها بقدر، وهو يعلم حق الله فيها، ونعمة الله عليه بها.
قلت: كيف ترى البلاء نعمة؟
قال: ليس لنا من ربك إلا النعم.. ولكنا نحن الذين نحول النعم نقما، والعافية بلاء.
قلت: بالمناسبة.. حدثني عن الطعام الذي كان يشتهيه محمد؟
قال: لقد ورد في ذلك أحاديث عن جمع من الصحابة كل وصف ما عرف أو ما شاهد:
فمنهم من ذكر الثريد[2].. فعن ابن عباس: قال: (كان أحب الطعام إلى رسول الله a الثريد من الخبز والثريد من الحيس)[3]
وعن أنس قال: (كان رسول الله a يعجبه الثفل[4][5]
[1] رواه الطبراني عن أبي الدرداء.
[2] الثريد: أن يثرد الخبز بمرق اللحم، وقد لا يكون معه اللحم.
[3] رواه أبو داود.
[4] قيل: هو الدقيق وما لا يشرب.
[5] رواه أحمد والحاكم والبيهقي.