وعن عبد الله بن بسر قال: (نزل علينا رسول الله a.. فذكر الحديث، وفيه فقال أبي: ادع
لنا، فقال: (اللهم بارك لهم فيما رزقهم، واغفر لهم وارحمهم)[1]
قلت: هذا ما كان يفعله، فما الذي كان يكرهه، أو ينكره؟
قال: لم يكن a يبالغ في الطعام مدحا أو ذما.. بل كان
يأكل ما أعجبه، ويترك ما عداه من غير أن يذمه.. فعن هند بن أبي هالة قال: (كان رسول الله a لا يذم ذواقا ولا يمدحه[2])[3]
وكان a
مع ذلك يأمر بإكرام الطعام، فعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله a البيت فرأى كسرة ملقاة فأخذها
فمسحها ثم أكلها، وقال: (يا عائشة أحسني جوار نعم الله، فإنها قل ما نفرت عن أهل
بيت فكادت ترجع إليهم)[4]
وروي أن رسول الله a قال: ((أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أكرمه، فمن أكرم الخبز
أكرمه الله تعالى، ـ وفي رواية: فإن الله تعالى أنزله من بركات السماء وسخر له
بركات الأرض ـ ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له)[5]
وعن أبي الدرداء عن رسول الله a قال: ((قوتوا طعامكم يبارك لكم
فيه)[6]
وكان a يكره أن يشم الطعام.. فعن جابر أن
النبي a كره شم الطعام وقال: (إنما يشم
السباع)[7]
[4] رواه ابن ماجه والحكيم الترمذي، وفي روية: (عن قوم فعادت إليهم)
[5] رواه الطبراني عن أبي سكينة والبزار والطبراني عن عبد الله بن أم
حرام.
[6] رواه البزار بسند ضعيف والطبراني، قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد
أحد رواته: سمعت بعض أهل العلم يفسرها، قال: (هنا تصغير الأرغفة)، وقال في النهاية:
(وحكي عن الأوزاعي أنه تصغير الأرغفة)