قال رجل من الجماعة: أرى أننا جميعا
محتاجون إلى التعرف على سنن رسول الله a المرتبطة بالاستئذان.. فهو من المسائل التي تعم بها البلوى.. والخطر
في التقصير فيها عظيم.
قال الصالحي: صدقت.. فقد كان من سنة رسول الله a تعليم الاستئذان من لا يحسنه..
ومما ورد في ذلك ما حدث به زيد بن حراش قال: جاء رجل من بني عامر فاستأذن على رسول
الله a وهو في
البيت فقال: (أألج؟) فقال رسول الله a لخادمه: (اخرج إلى هذا، فعلمه الاستئذان، فقل له: (قل السلام
عليكم أأدخل؟) فسمع الرجل ذلك من رسول الله a فقال: (السلام عليكم أأدخل؟ فأذن
له رسول الله a فدخل[1].
قال الرجل: فما أول أدب من آداب الاستئذان المأثورة عن النبي a؟
قال الصالحي: أن يعرف المستأذن بنفسه بما يمكن أن يعرف به.. فلا
يصح أن يقول (أنا)، لأن (أنا) تصدق على كل فرد.. ففي الحديث عن جابر قال: أتيت
رسول الله a في أمر
دين كان على أبي، فدفعت الباب فقال: ((من ذا؟) فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: (أنا
أنا) كأنه يكرهه[2].
قال الرجل: عرفنا هذا.. فبورك فيك.. فحدثنا عن الثاني.
قال الصالحي: أن لا يطلع من أي منفذ على
ما في داخل البيت.. فإنما شرع الاستئذان من أجل حفظ الحرمات.. ومما ورد من التشديد
في ذلك ما حدث به سهل
بن سعد أن رجلا اطلع من جحر في باب النبي a، ومع النبي a
مدرى يحك به رأسه فلما رآه النبي a قال:
(لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك)، وقال النبي a: (إنما جعل الاستئذان من أهل