كشف الله ضرك، وغفر ذنبك، وعافاك في دينك وأجلك في أجلك)[1]
سيرته مع الموتى:
قال رجل من الجمع: حدثتنا عن سيرته a مع المرضى، فحدثنا عن سيرته مع الموتى
والمحتضرين.
قال الصالحي: لقد كان رسول الله a أعظم الناس رحمة.. فلذلك كان يصيبه
من الحزن على الموتى ما يصيب البشر منه.. ولكنه حزن واثق بالله مرتبط به، لا حزن
جازع يائس..
ففي الحديث: لما جاء للنبي a قتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي
طالب، وابن رواحة جلس رسول الله a يعرف في وجهه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب يعني شق الباب[2].
ولم يكن رسول الله a يكتفي بالبكاء.. بل كان يضم إليه الدعاء للميت، وتسلية أهل
المتوفى والتخفيف عليهم بذلك.. فعن أبي النضر قال: دخل رسول الله a على عثمان بن مظعون، وهو يموت،
فأمر رسول الله a بثوب
فسجي عليه، وكان عثمان نازلا على امرأة من الأنصار، ويقال لها: أم معاذ قالت: فمكث
رسول الله a مكبا
عليه طويلا، وأصحابه معه ثم تنحى رسول الله a فبكى، فلما بكى بكى أهل البيت،
فقال رسول الله a (رحمك
الله أبا السائب)[3]
وعن أم سلمة أن رسول الله a دخل على أبي سلمة يعوده فوافق
دخوله عليه، وخروج نفسه فتكلم أهله عند ذلك بنحو ما يتكلم أهل الميت عنده، فقال
رسول الله a: (لا
تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة تحضر الميت فيؤمنون على دعاء أهله)
فأغمضه، وقد شق بصرة، وقال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر)، ثم قال: (اللهم اغفر
لأبي سلمة، وارفع