قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها،
قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة،
قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس
منهم، إنما جاء لحاجة، قال: فيقول الله تعالى: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)[1]
قال آخر: وأخبر الفقراء إلى الله الذين لا يريدون من الله إلا
الله أن الله يذكرهم حالما يذكرونه، وكيفما يذكرونه، فقال: (قال الله عز وجل: أنا
عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني
في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)[2]
قال آخر: وأرشد من يريد من الأشياء عصارتها، ومن الطرق أخصرها
إلى ذكر الله.. لقد جاءه رجل، فقال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي،
فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله)[3]
قال آخر: وأرشد من يريد أن يظفر بالخير بجميع أصنافه، وبالصلاح
بجميع أنواعه، وبالحسنات بجميع أشكالها إلى ذكر الله، فقال: (ألا أنبئكم بخير
أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب
والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى،
قال: ذكر الله تعالى)[4]
قال آخر: وأرشد..
أشار إلينا جعفر أن نقوم، فقمنا، فسألته: من هؤلاء؟.. وما بالهم
يجلسون هذه الجلسة، ويتحدثون هذه الأحاديث؟