قال: هؤلاء أحد اثنين: مريد سالك يخاطب نفسه ويرغبها في ذكر
الله، ويعدها بما تطلبه النفوس من أغراض.. وواصل يردد كلام حبيبه a ليشرب منه بحسب طاقته، ثم يروي
المريدين.
قلت: لو أن هؤلاء انضم إليهم ثالث لحسن الحال؟
قال: ومن الثالث؟
قلت: العامة البسطاء الذين قست قلوبهم.. فلو أنهم سمعوا مثل هذه
الأحاديث للان منهم ما كان قاسيا.
قال: كل من يجلس هذه الحلقة يسمى عندنا مريدا.. فلولا أن الله
أراده ما جلس هذا المجلس، واختاره على ما سواه من المجالس.
أذكار عامة:
سرنا في الزاوية إلى ركن من أركانها قد جلس فيه قوم كالأولين..
ولكنهم كانوا يقرأون أحاديث.. ثم يرددون بعدها أذكارا يستغرقون فيها.
أشار إلينا جعفر أن نجلس إليهم، فجلسنا، من غير أن يشعروا بنا..
كانوا يرددون بصوت روحاني عذب هذه العبارة (سبحان الله وبحمده)، ويمتزجون فيها
ويطربون، ثم فجأة يتوقفون، ويتحدث أحدهم، ويقول: لقد قال رسول الله a لصاحبه أبي ذر: (ألا أخبرك بأحب
الكلام إلى الله؟)، ثم يقول له: (إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده)[1]
قال آخر: إن سبحان الله والحمد لله جمعتا كل ما يحتاجه العارف
من معرفة الله.. وجمعتا كل ما يحتاجه السالك للتحقق بمعرفة الله..
فـ (سبحان الله) تنزيه لله عن كل ما لا يليق به.. والمريد
السالك هو الذي يبدأ فينزه الله