قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن
منكر صدقة)[1]
قال آخر: سبحان الله تنزيه لله.. ولا يعرف الله من لم ينزهه.
قال آخر: والحمد لله ثناء على الله.. ولا يعرف الله من لم يدرك
أنه لا يستحق أحد ثناء إلا الله.. فكل خير من الله وبالله.
قال آخر: ولا إله إلا الله توحيد الله.. ولا يعرف الله من لا
يعلم أنه لا خالق ولا رازق ولا مدبر ولا حاكم ولا معبود ولا من اكتمل له الوجود
إلا الله.
قال آخر: والله أكبر.. ولا يعرف الله من لم يعتقد أن الله أكبر
من أن يدرك، وأكبر من أن يعرف، وأكبر من أن يحاط به.. ولذلك لا تطلب همة العارف
العالية إلا الله.. ومن ترك الأكبر ونزل إلى الأصغر انحدر إلى أسفل سافلين.
قالوا ذلك، ثم انصرفوا إلى ذكرهم يرددونه بروحانية وسمو دونها
كل روحانية ودونها كل سمو.
تركناهم، وانصرفنا إلى حلقة أخرى سمعناهم يلهجون بهذا الذكر (لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله رب
العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم)، ثم يتوقفون، ويقول أحدهم: لقد
جاء أعرابي إلى رسول الله a فقال: علمني كلاما أقوله؟ قال: قل: (لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا
قوة إلا بالله العزيز الحكيم)، قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: قل: (اللهم اغفر لي
وارحمني واهدني وارزقني)[2]
[2] رواه مسلم، وفي حديث آخر قريب منه عن عبد الله بن أبي أوفى قال: جاء
رجل إلى النبي r فقال: إني لا أستطيع أن
آخذ من القرآن شيئا، فعلمني ما يجزئني منه، قال: (قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا
إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، قال: يا رسول الله، هذا
لله عز وجل، فما لي؟ قال: (قل: اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني)، فلما قام قال
هكذا بيده، فقال رسول الله r: (أما هذا فقد ملأ يده من الخير) رواه أبو داود.