قال آخر: لقد جمعت هذه الكلمات الطيبات كل المعارف.. فمن عرف
وحدانية الله وعظمة الله.. فأثنى على الله ونزهه واستعاذ من حول نفسه وقوته ليعتمد
على حول الله وقوته، فقد اكتملت معرفته.
قالوا ذلك، ثم انصرفوا إلى ذكرهم يغيبون فيه..
تركناهم، وانصرفنا إلى جمع آخر كان يردد بألحان عذبة: (سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).. انتظرنا حتى توقفوا ليذكر
أحدهم قول رسول الله a:
(لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن
الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان[1]، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)[2]
قال آخر: انظروا قيمة هذه الكلمات الطيبات اللاتي جمعن المعرفة
الكاملة بالله.. إنها وصية أبينا إبراهيم، فاحرصوا عليها، فلم نر إبراهيم إلا
ناصحا.
تركناهم وانصرفنا إلى حلقة أخرى كانوا يرددون (لا إله إلا الله،
والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم قال أحدهم: قال رسول الله a: (ما على الأرض أحد يقول: لا إله
إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه، ولو كانت
مثل زبد البحر)[3]
قال آخر: إن هذه الوصفة المعرفية من رسول الله a تصل بين التنزيه والتعظيم
والتوكل.. فلا يتوكل على الله إلا من وثق في الله.. ولا يثق في الله إلا من عرف
عظمة الله.. ولا يعرف عظمة الله إلا من جمع في معرفته بين التنزيه والتعظيم، ولم
ينحجب بإحداهما عن