responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 616

لقد قال ـ معترفا بهذا النوع من الدلائل ـ باسورث سمث: (إن ما قيل عن العظماء في مباذلهم لا يصح ـ علَى الأقل ـ في محمد رسول الإسلام)؛ واستشهد بقول كبن: (لم يَمتحِن رسول من الرسل أصحابه كما امتحن محمد أصحابه، إنه قبل أن يتقدم إلَى الناس جميعًا تقدم إلَى الَّذِين عرفوه إنسانًا المعرفة الكاملة؛ فطلب من زوجته وغلامه وأخيه أن يؤمنوا به نبيًّا مرسلًا؛ فكل منهم صدَّق دعواه وآمن بنبوته. وإن حَليلة المرء أكثر الناس علمًا بباطن أمره ودخيلة نفسه، وألصقهم به؛ فلا يوجد مَن هو أعرف منها بهنّاته ونقائصه، أليس إن أول مَن آمن بمحمد رسول الله زوجه الكريمة الَّتِي عاشرته خمسة عشر عامًا، واطلعت علَى دخائله في جميع أموره، وأحاطت به علمًا ومعرفة، فلما ادَّعى النبوة كانت أول مَن صدَّقه في نبوته)

لقد شهد ابن عمه علي بن أبي طالب ـ والذي صَحِبَه منذ صباه إلَى أن شَبّ؛ فلم يكن أحد من أهل بيته أعلم منه بأخلاقه ـ بدماثة أخلاقه، فذكر أن محمدا كان طَلق الوجه، ليّن الجانب، خافض الجَناح، دمث الأخلاق، رحيمًا، ولم يكن فَظًّا ولا جافيًا ولا ينطق بسوء، ولا يتتبع عورات الناس، ولا يتجسّس علَى عيوبهم، فإن سأله أحد ما لا يرضَى سكت ولم يبدي له ما يسخطه؛ فيفطن مَن يعلم خُلُق محمد ماذا يريد؛ لأنه لم يكن يحب أن يكسر قلب أحد؛ بل كان يأسِر القلوب ويؤلِّفها؛ لأنه كان رؤوفًا رحيمًا.. يقول عليٌّ: إنه a كان كريمًا جوَّادًا، وفيّاضًا سخيًّا، صادق القول، ليّن العريكة، مَن جالسه أحبّه، ومَن رآه بديهةً هابَه. ويقول عنه ناعِتُه: لم أرَ مثله قبله ولا بعده.

هذه شهادة أقرب الناس إليه ممن خالطوه وعاشروه وعرفوا دخائله؛ وهي تدل علَى أن سيرته الطاهرة كانت أعلى ما تكون عليه سيرة أفضل البشر.

لقد كان المؤمنون برسالة محمد هم أعرف الناس بحقيقته، وأكثرهم اطلاعًا علَى أخلاقه وسُنَنه وهديه، وقد بُلي كل منهم في سبيل هذا الإيمان بلاء عظيمًا، وامتُحِن امتحانًا شديدًا؛ حتى أن زوجه خديجة قضت معه ثلاث سنوات محصورة في شِعْب أبي طالب تُقاسي

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست