ووظائفه في الصلوات، وأسلوب خُطبته، وأعماله في السَّفَر،
وأعماله في الجهاد، وسنته في عيادة المرضى، وتعزيته أهل الميت، وسنته في لقاء
الناس، وعامة أشغاله.
وذكرتُ عن مجلسه مجالس الإرشاد، وآداب المجلس، وأوقات جلوسه مع
الناس، ومجالسه الخاصة بالنساء، وطريقة هديه وإرشاده، ولقاؤه الناس بالبشاشة
والبِّشْر، وتأثير صحبته فيمن يصحبه وأسلوب كلامه معهم، وأنواع خُطبه وأثرها في
السامعين.
ومن العناوين الَّتِي وردت فيما ذكرتُه عن عبادته: دعاؤه،
صلاته، صومه، زكاته وصدقاته، حَجه، مداومته ذكر الله، ذكره الله ـ عَزَّ وجَلَّ ـ
في مواقف القتال، خشيته من الله، بكاؤه، محبته لله، توكله عليه، صبره، شكره لمُفيض
النِّعَم ـ جل جلاله ـ.
ومما جاء فيه عن أخلاقه أخلاقه بالتفصيل، مواظبته علَى العمل،
مكارم أخلاقه، حُسن معاملته للناس، عدله، جوده وكرمه، إيثاره، ضيافته وقِراه،
كراهته سؤال الناس، إباؤه لأموال الصدقة، قبوله الهدية، ترفعه عن فضل الغير
ومِنّته، تنزهه عن الفظاظة، وموقفه من التقشف، وكرهه للهجاء والمدح، والتزامه عدم
التكلف في الحياة، وبعده عن التأنق في المشرب والمأكل، اجتنابه الرياء والخيلاء، مساواته،
تواضعه، كرهه للمبالغة في التعظيم والإطراء، حياؤه، عمله بيده، عزيمته، شجاعته،
صدقه في القول، وفاؤه بالوعد، زهده في الدنيا، قناعته، حِلمه، عفوه عن الناس، صفحه
عن أعدائه، إحسانه إليهم، معاملته للكافرين والمشركين، معاملته لليهود والنصارى،
حبه الفقراء والمساكين، عفوه عن أشد أعدائه، دعاؤه لأعدائه بالخير، شفقته علَى
الصبيان، معاملته للنساء، رحمته بالحيوان، ما فُطِرَ عليه من الرحمة والمحبة بوجه
عام، لين قلبه ورقته، عيادته للمرضى، سجاحة خلقه ودماثته، محبته لأولاده، معاشرته
لأزواجه الطاهرات، هديه في المراسلة، معالجته لأمراض النفس وأمراض البدن.
لقد كانت الشهادات التي شهدها المعاصرون له من أعظم ما ملأ قلبي
يقينا بصدق محمد.