responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 614

ثم إنه كان تجاه مسجده صُفّة يأوي إليها فقراء الصحابة الَّذِين لم تكن لهم بيوت يأوون إليها.. كانوا كأنهم جواسيس الحكومة وعيونها في نشاطهم لما يسَّرهم الله له من حفظ كل ما يستطيعون حفظه مما يدخل في موضوع الحديث، لا يفترون عن ذلك آناء الليل وأطراف النهار، وقد استمر الحال بهم علَى ذلك يوميًّا مدة عشر سنوات متوالية، وإذا ارتحل عن المدينة في غزو أو حج كانوا معه ـ وكذلك غيرهم من الصحابة ـ ؛ حتى لم تخف عنهم خافية من أمره، ولم يَغِب عنهم معنى من معاني رسالته، ولما كان فتح مكة كان معه عشرة آلاف، ولما سار إلَى تبوك كان في معسكره ثلاثون ألفا، ولما حج حَجَّة الوَدَاع حج معه في تلك السنة مائة ألف ، وما منهم إلَّا مَن يحرص علَى الوقوف علَى شيء من هديه أو أي أمر من أموره فيتحدث عنه.. بل هو الَّذِي أمرهم أن يبلغوا عنه ما يسمعون منه أو يرون من تصرفاته؛ فما ظنكم به بعد ذلك؛ هل يُخفي عن التاريخ وجه من وجوه حياته أو ناحية من نواحيها؟!

وهؤلاء جميعا لم يكتفوا بما يرتبط بمحمد من النواحي الرسالية.. بل راحوا يذكرون كل التفاصيل المرتبطة بأدق شؤونه الخاصة..

أذكر أني لقيت في فرنسا مستشرقا اسمه ماسنيون.. لعلكم تعرفونه.. لقد قال لي: (يكفي لتعرف أوربا محاسن محمد ومحامده أن يُنقَل كتاب (الشِّفا) للقاضي عياض إلَى إحدى اللغات الأوربية)

لم أكتف بما قرأت.. بل رحت أبحث وأدقق فيما ورد.. وقد أخرجت كتابا ضخما في هذه التفاصيل الكثيرة المرتبطة بمحمد.. ذكرت فيه خُلُقه وحِليته، وخاتم النبوة، وشَعْره، ومشيته، وكلامه وضحكه وتبسمه، ولباسه، وخاتمة، ومِغْفره، ودِرعه، وطعامه، وصفة أكله، وسنن طعامه، وشارته، واللون المحبب إليه، واللون الَّذِي كان يرغب عنه، وتعطره، وحبه للنظافة والطهارة، وركوبه.

وذكرتُ في أشغاله: ما كان يعمله في نهاره من الصباح إلَى المساء، ثم نومه، وتهجده،

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 614
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست