responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 623

فشكر الله.

ودخل بيتَه ذات يوم بعد صلاة العصر علَى غير عادته، ولم يلبَث أن خرج منه؛ فاستغرب الناس ذلك؛ فقال لهم: إني تذكرت في الصلاة أن في بيتي شذرَة من الذَّهَب؛ فخشيتُ أن يجيء الليل وهي في بيت محمد!

ودخل بيته ذات يوم حزينًا كئيبًا؛ فسُئِلَ عن ذلك؛ فقال: يا أُمّ سلمة؛ إن ما جاءنا من الدنانير السبعة قد بقي في الفراش وقد حان المساء!

ومما يدلّ علَى زُهْده في الدنيا ومتاعها أنه في مرضه الَّذِي تُوفيَ فيه، كان يتقلّب علَى فراشه مِن شد المرض؛ فتذكّر وهو في هذِهِ الحالة أن في بيته دنانير؛ فأمر أن يُتصدّق بها؛ وقال: أيلقى محمد رَبّه وقد خلَّف في بيته دنانير؟!

هذَا بعض ما كان عليه في حياته من إنفاق المال والصدقة.

سكت قليلا، ثم قال: لقد رأيت النصوص المقدسة ترغب في الآخرة، وتزهد في الدنيا، وتحثّ علَى القناعةِ بالقليل منها، والكفافِ من العَيْش.. فرحت أبحث عن حياته في هذا الجانب.. فرأيت من ذلك ما ملأني بالعجب..

لقد كان محمد يقول: (ما لابن آدم من دنياه غير بيت يأوي إليه، وثوب يلبسه، وخبز جاف يأكله، وماء يشربه)[1]

إن محمدا لم ينطق بهذه الكلمات في الزُّهد بالدنيا إلَّا وقد رضي لنفسه بهذا القَدْر، وعَمِلَ به طول حياته، ولم يمُدّ عينه إلَى زهرة الدنيا وزينتها؛ فكانت له حُجْرة مطيّنة غير مشيّدة جدارنها، وكان سقفها من الخوص والوبر.

جاءه مرةً سائل يشكو الجوع الشديد؛ فأرسل إلَى أزواجه يطلب للسائل طعامًا من


[1] رواه الترمذي.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست