responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 626

إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة:67)؛ فخرج لساعته من الخَيمة، وقال للَّذِين يحرُسونه: اذهبوا؛ فإنّ الله وعدني بعِصْمَته وتولَّى حِفظي.

ورجع من عزوة نجد؛ فاستطلّ بشجرة في ساعة الهاجرة، وتفرق عنه أصحابه ولم يبق عنده أحد، ولما غَلَبته عيناه؛ جاءه أعرابيّ من المشركين وقد سَلّ سيفه؛ فانتبه محمد؛ فقال له الأعرابيّ: (من يعصمك مني؟).. تأمّلوا حَرَجَ هذا الموقف.. فأجابه محمد ـ وجأشه رابط، وقلبه مطمئن بالإيمان ـ: (الله)، فما طرقت هذِهِ الكلمة سمع الأعرابيّ حتى تأثّر بها وأغمد سيفه.

وخرج المسلمون إلَى ساحة بدر في قِلّة من العَدد والعُدَد، وهم لا يزيدون علَى ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتلًا، بعضهم معه سيف بلا رُمْح، وبعضهم معه رُمْح ولا سيف معه، وعَدُوّهم نحو ألف مقاتل في سلاح تام وعَتاد كامل؛ فالتقى الجمعان وحميَ وَطيس الحرب.. ترى أين هو قائد جيش المسلمين؟ انظروا؛ ها هو قد اعتزلهم لاجئًا إلَى ربه يدعوه تارةً، ويستفتح علَى المشركين، ويسجد لله تارةً؛ وهو يقول: (اللهمّ أنشدك عهدك ووعدك، اللهمّ إن شئتَ لم تُعبد بعد اليوم)

وربما وقع الخلل في صفوف المسلمين وتفرّقوا عنه؛ فيبقَى هو ثابتًا في موضعه كالجبل الَّذِي لا يزعزعه شيء، واثقًا برَبّه، متوكِّلًا علَى تأييده، راجيًا نصره، كما وقع في سَفْح أُحُد؛ حين تفرّق عنه أكثر الصحابة؛ فثبت هو مكانه، والمشركون تارةً يحملون عليه بالسيوف، وأخرى يَشُدّون عليه الرِّماح، ويرمونه أحيانًا بالحجارة والسّهام؛ حتى انكسرت ثَنيّته، وشُرِخ رأسه، ودخلت في رأسه حلقة المِغْفر؛ ففي تلك الساعة الرهيبة كان واثقًا بنصر الله الَّذِي وَعَده بعِصْمته فلا يخذله.

وكذلك وقع في حُنين؛ حين كانت سِهام المشركين تقع علَى المجاهدين المسلمين كالمطر؛ فتفرق المسلمون، لكن محمدا لم يبرح مكانه؛ بل ظلَّ ثابتًا يدعو الناس إلَى الله؛ وهو

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست