أدرك به قيمة الصلاة.. وكأن تلك الأذكار الراقية ممهدات تعلمنا
كيف نتصل بالله، وكيف نتأدب بين يديه.
أذكار خاصة:
بعد صلاة العصر.. رأيت القوم يجبتمعون في حلقة واحدة.. فسألت
جعفرا: ما هذا.. كيف تجمعوا، وقد كانوا مفترقين؟
قال: لقد كانوا مفترقين بحسب الذكر العام.. فالذكر العام لا وقت
محدد له، ولا صيغة تحكمه، فهو نوع من الدواء يتناسب مع حاجات القلوب المختلفة..
فمن غلب عليه التشبيه أكثر من التسبيح.. ومن غلب عليه الشرك أكثر من التهليل.. ومن
أراد أن يملأ قلبه بعظمة الله أكثر من التكبير.. ومن أراد أن يملأه بفضل الله عليه
وعلى كل شيء أكثر من الحمد.. ومن أراد أن يحصل كل ذلك جمع كل ذلك.. ومن أراد غير
ذلك وجد في الأذكار النبوية ما يشفي غليله، ويسد حاجته.
قلت: لقد رأيت ذلك في تلك التعابير الجميلة التي كانوا
ينطقونها..
قال: ويداوون قلوبهم بها.. فلا تداوى القلوب إلا بذكر الله.
قلت: حدثتني عن سر افتراقهم.. فما سر اجتماعهم؟
قال: هم إخوان في الله.. يجتمعون على ذكر الله.. ويفترقون على
ذكر الله.. وهم الآن يجتمعون ليؤدوا ذكرا من الأذكار الخاصة التي سن لها النبي a أوقاتا معينة، أو أحوالا معينة، لا
تتحقق السنة إلا بأدائها فيها.
المساء:
قلت: فما الوقت والحال الذي اجتمعوا عليه؟
قال: هو أحد الوقتين اللذين أمر الله بمراعاتهما،
فقال:﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ (الأحزاب:42)، وقال:﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً
وَأَصِيلاً﴾ (الانسان:25)، وقال:﴿ فَاصْبِرْ