responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71

لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، فسألت جعفرا عنه، فقال: لقد أخبر a أن هذا الذكر هو سيد الاستغفار، وقال في الجزاء الذي أناطه الله به: (من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)[1]

قلت: لم كان هذا سيد الاستغفار، ولم خص بهذه الأوقات؟

قال: العارف يسير إلى الله بجناحين: مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس، وقد جمع هذا الذكر والدعاء بينهما جميعا[2].. ففي قوله a: (أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي) مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.

قلت: كيف كان هذان جناحان.. ومقامات السلوك كثيرة؟

قال: لأن مشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت، وأن لا يرى نفسه إلا مفلسا.. وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالا ولا مقاما، ولا سببا يتعلق به، ولا وسيلة منه يمن بها.. بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف، والافلاس المحض دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه، فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته.

أخذ الجمع يردد بصوت واحد ممتلئ خشوعا: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد


[1] رواه البخاري.

[2] انظر: الوابل الصيب:15.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست