responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

محال صالحة لمحبة الله والأنس به والثقة فيه والتوكل عليه.. وهي لن تتحق بكل ذلك إلا إذا أدمنت على ذكر الله.. ألا ترى أن الله لم يأمر بالإكثار من شيء كما أمر بالإكثار من ذكر الله؟

قلت: ولماذا المائة بالضبط؟

قال: لقد اعتبر النبي a المائة حدا أدنى.. فلذلك ذكر أنه (لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)

قلت: فلم المائة؟

قال: العشرة تدل على الكمال، وعشر العشرة يدل على كمال الكمال.. وللأعداد عند ربك أسرار لا نطيق فهمها.. فلذلك نسلم لله.. ونسلم لأعرف العارفين بالله.

قلت: لقد كان محمد يعقد بأصابعه، وأرى هؤلاء يستعملون مسبحة.. أهم يخالفون سنة رسول الله؟

قال: سنة رسول الله هي ذكر الله.. والصلاة لله.. أما المسبحة فهي وسيلة تعين على ذكر الله.. وشريعة أعرف العارفين بالله أوسع من أن تضيق بمثل هذه الوسائل.

قلت: ولكن هناك..

قاطعني، وقال: دعنا من الجدل، ومن المجادلين.. فذكر الله أوسع من أن يضيقه أحد من الناس.. لقد قال الله تعالى في صفة الذاكرين:﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ (آل عمران: 191).. وقد فهم العارفون من هذا أن ذكر الله مطلوب في كل الأوقات، وفي كل الحالات، وبكل الوسائل، وبجميع الصيغ.

انتقل الجمع يقول بصوت واحد ممتلئ بالرحمانية (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء[1]


[1] أبوء، أي: أقر وأعترف.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست