أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو
زاد عليه)[1]
قلت: لقد سمعت هذا الذكر في الأذكار العامة.
قال: لأن هذا الذكر جمع جميع المعارف الإلهية.. فلذلك تراه في
كل محل، بل إن الله تعالى أخبرنا أن كل شيء في الكون يلهج به، قال تعالى:﴿
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ (الاسراء:44)،
وأخبر عن لهج الملائكة ـ عليهم السلام ـ بهذا النوع من الذكر، فقال:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:30)
بل إن القرآن يأمر بمراعاة هذا الذكر في كل المحال، وخاصة في
الصباح والمساء، قال تعالى:﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ (طـه:130)،
وقال تعالى:﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ﴾ (غافر:55)،
وقال تعالى:﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ (قّ:39)، وقال
تعالى:﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ (الطور:48)، وقال تعالى:﴿
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ (النصر:3)
قلت: وعيت هذا، فما سر المائة؟
قال: ألا ترى الطبيب يصف للدواء مواقيت ومقادير؟
قلت: بلى.. فما علاقته بهذا؟
قال: إن هذه الأذكار وصفات ربانية من أعرف العارفين بالله تعالج
القلوب لتجعل