قال رجل من الجمع: إن المسافر قد يتعرض للمخاوف في سفره.. فهل
أثر عن النبي a شيء في
درء تلك المخاوف، وملأ القلب بالأمن والطمأنينة؟
قال الشيخ: أجل.. وما كان لرسول الله a أن يدع حاجة من الحاجات إلا
وبلغها.. ألم تسمع الله، وهو يذكر حرصه على تعليم أمته كل ما ينفعها، لقد قال الله
تعالى يذكر ذلك:﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128)
وفي هذا كان رسول الله a يقول مخاطبا الأرض، وما قد تحمله من المخاوف: (يا أرض: ربي
وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ
بالله من شر كل أسد، وأسود، وحيه، وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن والد وما ولد)[2]
قال رجل من الجمع: إن النبي a يقضي بهذا على خرافات كثيرة كانت
تنتشر، ولا زالت.. وقد أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى:﴿ وَأَنَّهُ
كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ
رَهَقاً﴾ (الجـن:6)[3]
قال آخر: إن المسافر لا بد أن يحط عصا الترحال.. فهل أثر عن
رسول الله a شيء في
ذلك؟
قال: أجل.. لقد كان رسول الله a سيد الذاكرين.. وكما كان يبدأ سفره
بذكر الله كان
[2] رواه الخرائطي، ونص الحديث عن ابن عمر قال: كان رسول الله a إذا سافر، فأدركه الليل
قال.. وذكره.
[3] وقد روي في تفسيرها عن السدي قوله: كان الرجل يخرج بأهله
فيأتي الأرض فينزلها فيقول: أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضَرّ أنا فيه أو
مالي أو ولدي أو ماشيتي، قال: فإذا عاذ بهم من دون الله، رَهقَتهم الجن الأذى عند
ذلك.