ينهيه بذكره..

ومما روي في ذلك ما ورد في الحديث: أن رسول الله a كان إذا رأى قرية يريد دخولها قال: (اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات، اللهم ارزقنا جناها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالح أهلها إلينا)[1]

ومنها: أن رسول الله a كان إذا أراد أن يدخل قرية لم يدخلها حتى يقول: (اللهم رب السموات السبع وما أظللت، ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت ورب الرياح وما ذرت إني أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها)، ثم يقول لأصحابه: (اقدموا باسم الله) [2]

ومنها: كان رسول الله a إذا تزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين[3].

ومنها: كان رسول الله a إذا أنزل منزلا لم يرتحل منه حتى يودعه بركعتين[4].

قال رجل من الجمع: يا شيخنا.. نحن الآن نزمع على سفر.. فعلمنا ما يقوله a في وداع المسافر.

قال الشيخ: لقد وردت أحاديث جليلة في ذلك.. وهي تبين تلك الروحانية العميقة التي كانت تحكم مجتمع رسول الله a.. فهو مجتمع يجتمع لله، ويفترق لله.. ولذلك لا يعرف من كلمات الوداع إلا الكلمات التي تصله بالله.

قال الرجل: فحدثنا عن بعض ما ورد من ذلك؟

[1] رواه أحمد، وأبو داود، والطبراني بسند جيد.

[2] رواه الطبراني بسند جيد وأبو يعلى والنسائي في الكبرى.

[3] رواه الطبراني.

[4] رواه ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والبيهقي في الكبرى، والحاكم من طريقين، والخرائطي.