قال رجل من الجمع: فحدثنا عن أسرار ما ذكرته من سننه a في هذا الباب.
قال: إن هذه الآداب تبين بعض تطبيقات الروحانية الاجتماعية[2] التي جاء الإسلام لترسيخها..
فالعلاقات بين المسلمين علاقات في الله.. وقد ورد في الحديث عن أبى الدرداء قال:
كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال لى يا عويمر اجلس نتذاكر ساعة، فنجلس
فنتذاكر، ثم يقول: (هذا مجلس الايمان.. مثل الإيمان مثل قميصك بينا إنك قد نزعته
إذ لبسته وبينا إنك قد لبسته إذ نزعته والقلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت
غليانها)[3]
ولهذا، فإن كل هذه الآثار تدور بين ثلاثة أمور: نصائح يزود بها
المسافر، وهي نصائح تربطه بالله، وتدعوه إلى التمسك بحبله.. أو أدعية توجه إلى
الله ليحقق لهذا المسافر حاجاته.. أو هي طلبات من المسافر أن يدعو الله للمقيم..
قال آخر: لقد ذكر رسول الله a في هذه الأدعية..
أشار إلي جعفر أن نسير خارج الزاوية لحاجة له.. فسرت معه..
وتركنا الجمع مع الشيخ يسألونه ويجيبهم.
سألت جعفر عن هؤلاء.. وعن أهل هذه الزاوية، فقال: إن هذه
الزاوية بيت من بيوت الله، ليس لها من دور إلا تعليم الإيمان.. وتربية القلوب
عليه.
قلت: لا أرى في هذه الزاوية محال لتعليم الفقه أو العقيدة أو
غيرها من العلوم الإسلامية..
قال: لذلك محاله من المدارس والمعاهد والجامعات.. وهي محال قد
يختلف الناس