قال: ما كان لمثلهم أن يبتدع شيئا.. كل ما يفعله أهل هذه
الزاوية وراثة ورثوها عن النبي a..؟
قلت: فما سندهم في هذا؟
قال: لقد ورد في الحديث قوله a: (لأن أجلس مع قوم يذكرون الله عز
وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل)[1]
السوق:
خرجت مع جعفر من الزاوية.. ولم أشأ أن أسأله عن وجهتنا.. فسار
بي حتى وصلنا إلى السوق.. فقال في مدخلها بروحانية عميقة: (باسم الله اللهم إني
أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ
بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة)، فسألته عن هذا الدعاء، فقال: لقد كان
كان رسول الله a يقول
هذا إذا دخل السوق[2].
قلت: فما سره؟
قال: العارف بالله هو الذي يرى أن الفاعل الوحيد في الكون هو
الله[3].. فلذلك يسأله أن يفيض عليه من كل
خير يحتاجه، ويقيه من كل شر يتربص به.
سرنا داخل السوق، فرأيته يسلم على كل من لقيه.. فسألته عن ذلك،
فقال: السلام من أسماء الله.. والعارفون بالله ينشرون هذا الاسم في كل المحال،
ويفشونه بين كل الناس، اقتداء بسنة رسول الله a وائتمارا بأمره.. ففي الحديث:
(أمرنا رسول الله a بسبع:
بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ونصر الضعيف وعون المظلوم وإفشاء
السلام وإبرار القسم)