وفي حديث آخر قال a: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا
أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)[1]
وفي حديث آخر قال a: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام
وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)[2]
وفي حديث آخر قال a: (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل
السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار)[3]
سكت قليلا، ثم قال: لقد جمع a في هذه الكلمات جميع خيرات الآخرة
والدنيا، فإن الإنصاف يقتضي أن يؤدي إلى الله تعالى جميع حقوقه وما أمره به،
ويجتنب جميع ما نهاه عنه، وأن يؤدي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن
ينصف أيضا نفسه، فلا يوقعها في قبيح أصلا.
وأما بذل السلام للعالم، فمعناه لجميع الناس فيتضمن أن لا يتكبر
على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء يمتنع من السلام عليه بسببه.
وأما الإنفاق من الإقتار فيقتضي كمال الوثوق بالله تعالى
والتوكل عليه والشفقة على المسلمين[4].
سرنا في السوق، فكان يكثر من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء
قدير)، فقلت: أراك تردد هذا الذكر.. أباعتباره من الأذكار العامة التي تقرأ في كل
المحال، أم باعتباره من الأذكار الخاصة